فصل: فصل في آفات البول:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في جمود الدم في المثانة:

يدل عليه عروض كرب ومقارنة غشي وبرد أطراف وصغر نفس ونبض مع التواتر وعرق بارد وغثيان.
وربما كان معه نافض مع سبوق بول دم أو ضربة أو سقطة على المثانة.
فصل في العلاج:
علاجه علاج الحصاة وربما كفى الخطب فيه شرب السكنجبين.
وإن تقيأ به جاز وخصوصاً العنصلي وخصوصاً مع شيء من رماد حطب التين أو المطبوخ فيه المقطعات وأدوية الحصاة.
وربما زرق في مثانته أنفحة أرنب والأدوية الحصوية ويجلس في الأبزن المطبوخ فيه الحشائش الحصوية.
ومما مدح له شربة من حب البلسان وزن درهمين أو مثلها عود الفاوانيا أو حبها وخصوصاً مع ماء عودها أو مثله أظفار الطيب اْو مثقال قردمانا بماء حار أو مع خلّ خمر وزيت أنفاق.
والسكنجبين الحامض العنصلي أحب إلي من الخل فإن الخل الذي فيه يقطع والعسل يحلّل ويجلو.
وأيضاً أبهل وحلتيت وأشق وفوة الصبغ أجزاء سواء يتخذ منها بنادق.
والشربة أربع دوانيق بنادق بماء الأصول يزر ق في الزراقات أوغاريقون أوسساليوس أو مثقالان من الحلتيت أو من الزراوند الطويل.
ومن ذوات الخاصية كبد الحمار ومرارة السلحفاة وأنفحة الأرنب وخصوصاً في رماد حطب الكرم.
وحطب القيصوم في ذلك نافع.
ولبن التين المجفف إذا زرق منه شيء يسير أو استعمل منه نطول قدر درهم.
ومن مجففه أيضاً بشيء من المياه وكذلك نطول من وزن مثقالين أنفحة أرنب والمياه التي تشرب فيها هذه الأدوية مثل ماء الحمص الآسود وماء الحسك وماء رماد حطب التين وماء رماد حطب الكرم وحطب القيصوم وطبيخ القيصوم بالسذاب.

.فصل في خلع المثانة واسترخائها:

يعرف خلعها من زوالها عن موضعها ويعرف استرخاؤها من قبل خروج البول بغير إرادة.
والخلع قد يكون بسبب الرطوبة وبسبب الريح وبسبب ضربة على الظهر أو سقطة.
والآسترخاء يكون لأسباب الآسترخاء المعلومة وقد يتبع الآسترخاء والخلع تارة عسر بول وتارةً سلس بول بحسب ما يعرض للعضلة من التمدد والاتساع.
فصل في العلاج:
أما الكائن عن ضربة أو سقطة فإن علاجه يعسر وقد يكون بالبرد والشد بالأدوية المسخنة المجففة التي سنذكرها.
وأما الكائن عن المزاج الفالجي فينفعه استفراغ المواد البلغمية الرقيقة والامتناع عما يولّدها وتدبير أصحاب الفالج في المأكول والمشروب والحركة وغير ذلك.
وينفعه القيء ولو بالخربق الأبيض مع تَوَق وحذر.
وإن كان البول يخرج بلا إرادة وجب أن يستعمل المقتضات أشد ولا يرخي إرخاء كثيراً ة بل يجمع بين التحليل وبين الشدّ.
وعلى قياس معالجات الفالج ويناول كل ما يغلظ المائية ويدسمها ويولد دماً محموداَ حاراً غليظاَ مثل الفالوذج.
وأما إن كان البول بحاله أو إلى عسر فالإقدام على المرخيات بقدر ما مع تحليل جيد وتقطيع بالغ إقدام واجب.
ومن المشروبات النافعة لجميع أصنافه من الصرعي والفالجي.
والترياق والمثروديطوس والسجزنيا والأمروسيا وذبيدكركم وقوقي.
وأيضاً رّهرة الاقحوان والسعد والكندر معاً وأفراداً والمحلب.
وأيضاً سلاقة بزر السذاب الرطب وزهره مطبوخاً في الشراب وأيضاً الفنجنكشت وبزره والجاوشير والكمون.
وربما نفع وخصوصاً الذي معه عسر أن يشرب من قشور البطيخ اليابسة حفنة مع السكر.
ومما أجري هذا المجرى ونسب إلى الخواص خصي الأرنب اليابسة تشرب مع شراب ريحاني.
أو حنجرة الديك تحرق وتشرب على الريق في ماء فاتر.
وأما الأدوية المزرقة فمثل دهن السذاب ودهن القسط ودهن الغار ودهن الناردين والزئبق ودهن قثاء الحمار ودهن الصنوبر مخلوطاً بها مثل الجندبادستر والحلتيت والقنّة والجاوشير.
وهذه أيضاً تصلح أن تكون مروخات على العانة والمراق وخصوصاً دهن ثافسيا مخلوطاً بالأبازير الطيبة الرائحة.

.فصل في الأضمدة:

أما الأضمدة فمن الأدوية الحارة وفيها قبض ما كالسعد والدارصيني والسنبل والبسباسة مع البابونج والشيح والعسل.
وقد تعالج أيضاً بحقن مسخنة متخذة من القنطوريون والحنظل والخروع وغير ذلك مع الأدهان الحارة المذكورة.
والسباحة في ماء البحر والآستحمام في مياه الحمامات نافع جداً من ذلك.

.فصل في أوجاع المثانة:

قد تكون من سوء مزاج مختلف ومن الحصاة ومن القروح والجرب ومن الأورام ومن الرياح.
وقد علم كل باب وعلاجه.
وكثيراً ما يكون من دلائل البحران المتوقع ببول.
وأوجاع المثانة تكثر عند هبوب الشمال وإذا كان في المثانة وجع فقد قيل أنه إذا ظهر بصاحب وجعها تحت إبطه الأيسر ورم كسفرجلة واعتراه ذلك في السابع مات في خمسة عشر يوماً خصوصا إن اعتراه السبات.

.فصل في ضعف المثانة:

قد يعرض للمثانة أنها تضعف من جهة المزاج.
وأكثره البرد ومن جهة ورم صلب أو استرخاء أو انخلاع.
وعلامات الجميع ظاهرة وعلاجاته معلومة.
وإذا ضعفت المثانة لم تحتمل بولاً كثيراً واشتاقت إلى إفراغها وربما ضعفت عضلتها عن الملعونة على الإفراغ بإطلاقها نفسها فكان من اجتماع الأمرين تقطير غير مضبوط.

.فصل في الريح في المثانة:

قد تكون محتبسة وقد تكون منتقلة.
والسبب أغذية نافخة أو كثرة رطوبة في المثانة مع ضعف حرارة.
فصل في العلامات:
علامة الريح تمدد بلا نقل وخصوصاً إذا انتقل.
فصل في العلاج:
أنفع علاجاتها بعد الحمية عن المنفّخات وعن سوء الهضم أن يشرب دهن الخروع على ماء الأصول وتطلى العانة بالأدهان العطرة المحللة والصموغ الحارة وتضمد بالسذاب والفوذنج والشبث مع شيء قوي من جندبيدستر أو الحلتيت أو السك بأن تزرق هذه الأدهان مع شيء من جندبيدستر في الاحليل أو تزرق فيه عصارة السذاب مع المسك أو دهن البان مع المسك أو الغالية في دهن الزئبق.
ونذكر ما قيل لك في باب الكلية من أن الكلية والمثانة إذا كانتا وجعتين أو معتلّتين فلا يقرب بنادق البزور فيزداد الوجع ولا المخدرات بل الماء الفاتر بقدر ما لا يجذب ولا يخدر شيئاً.

.المقالة الثانية: الأوقات التي تعرض البول:

.فصل في كيفية خروج البول الطبيعي:

والمثانة تمغ البول بأن تنقبض عليه من جميع الجوانب كالعاصرة وتنفتح عضلتها التي على فمها وتعصر عضل المراق.

.فصل في آفات البول:

هي حرقة البول وعسر البول واحتباسه وسلسه ومن جملتها كثرته وتقطيره وديانيطس في جملة كثرته.

.فصل في حرقة البول:

حرقة البول سببها إما حدة البول وبورقيته بسبب مزاجي أو بسبب فقدان ما أعدَ لتعديله وهو الرطوبة المغدة في اللحوم الغددية التي هناك فإنها تجري على المجرى وتغريه وتخالط البول أيضاً فتعدّله.
فإذا فنيت فقد الموضع التغرية والبول التلزيج والتعديل فحدثت حرقة البول.
ومما يفنيها كثرة الجماع فإن هذه الرطوبة قد تخرج مع الجماع وبمحاورة المني خروجاً كثيراً وأيضاً العلل المذيبة للبدن.
وإما قروح تكون في مجاري البول القريبة من القضيب وجرب فتحرقَ.
وعلامة الأول حدة البول وأن لا يكون مدّة.
وعلامة الثاني بروز المدة والدم.
وكثيراً ما يؤدي الأو ل إلى الثاني على ما علمت فيما سلف فالأول كالمقدمة للثاني مثل إسهال الصفراء فإنه كالمقدمة لقروح الأمعاء.
فصل في علاج حرقة البول:
إن كانت مع مدة ودم فعلاجها علاج قروح المثانة ونواحيها وقد فصل ذلك.
نسخة جيدة لذلك: تتخذ أقراص على هذه الصفة بزر البطيخ والخيار وحب القرع من كل واحد عشرون درهماً كندر وصمغ ودم أخوين من كل واحد عشرة دراهم أفيون ثلاثة دراهم بزر كرفس درهم يسقى بشراب الخشخاش.
والشربة درهمان بعد أن يجعل منها أقراص.
فإن لم تكن قروح ولا مدة فأفضل علاجها تعذيب البول باستفراغ الفضول بإسهال لطيف على ما علمت في أبواب أمراض المثانة وبالقيء والأغذية المبردة المرطبة من الأطعمة والبقول والفواكه واجتناب كل مالح وحريف وشديد الحلاوة واجتناب التعب والجماع.
ومما ينفع شرب اللعابات والزرق بها مثل لعاب بزر مرو ولعاب بزرقطونا وحب السفرجل وشيء من الخشخاش والبزور الباردة المدرة ويسقى ذلك كله في ماء بارد.
واستعمال كشك الشعير ومائه والنيمبرشت والقرعية والماشية إما بمثل دهن اللوز وإما بالفراريج والدجج المسمنة.
وإن كان السبب فيها جفافاً عارضاً للغدد فعلاجه ترطيب البدن وترك ما يجففها من الجماع وغيره.
ومن المزروقات المستعملة في ذلك لعاب بزرقطونا ولعاب بزر مرو ولعاب بزر السفرجل والصمغ والآسفيذاج وبياض البيض الطري ولبن النساء يزرق فيه.
وربما كفى إدامة زرق اللبن لبن آلاتن ولبن النساء عن جارية ولبن الماعز.
وربما جعل فيها شيء من اللعابات الباردة وشيء من الشياف الأبيض وربما كفى زرق بياض البيض وحده أو بشيء من المذكورات مع دهن ورد.
وربما جعل فيها مخدرات فإن اشتد الوجع- وخصوصاً حيث تبال المدة لم يكن بد من أن يجعل فيما يزرق شيء من المخدرات وعلى النسخ المذكورة في باب القروح.
نسخة جيدة: يؤخذ قشنور الخشخاش والنشا ورب السوس يتخذ منها زروق وإن احتيج إلى تقوية جعل فيه شيء من الأفيون ومن بزرالبنج.

.فصل في قلة البول:

يكون لقلة الشرب أوكثرة التخلخل أو كثرة الإسهال أو لضعف الكلية عن الجذب أو الكبد عن التمييز وإرسال المائية كما في سوء القنية والاستسقاء واعلم أن الحموضات تضرهم والجماع يزيد في علتهم.

.فصل في عسر البول واحتباسه:

عسر البول إما أن يكون لسبب في المثانة نفسها من ضعف ويتبع مزاجاً رديئأً وخصوصاً بارداً كما يعرض في كثرة هبوب الشمال أو ورماً وغير ذلك فلا يجوز عند اشتمالها على البول لنخرجه عصراً على ما هو الأمر الطبيعي.
وربما كان السبب فيه برداً أو حرا عن خارج أو ضربةً أو حبساً البول كثيراً.
وإما آن يكون لسبب في المجرى الذي هو عنق المثانة والإحليل وإما أن يكون لسبب في القوة أو لسبب في الآلة وهي العضلة أو لسبب العضو الباعث أو لسبب في البول.
والسبب في المجرى إما أولى أو بمشاركة.
والأولى إما سدة فيها نفسها أو سدة بالمشاركة.
والسدة فيها نفسها إما بسبب ورم حار أو صلب فيها أو شيء غليظ كرطوبة أو علقة أو مدة.
فكثيراً ما تكون المدة سبباً للسدة أو لحصاة أو ريح معارضه أو ثؤلول أو التحام من قرحة أو تقبض من برد أو تقبض من حر شديد كما.
يعرض في الحميات المحرقة وفي علل الذويان.
وقد يكون لسبب قرحة فيها وقد يكون بسبب تمدد يعرض لها شديد ساد كما يعرض من عسر البول واحتباسه لمن أفرط في حبس البول فارتكزت المثانة وانطبق المجرى.
والحبس يكون ليلاً النوم ونهاراً للشغل.
والذي يكون للسدة فيه على المشاركة فمثل أن يكون في المعي والرحم وفي السرة ورم حار أو صلب أو يكون فيه ثفل يابس أو بلغم كثير ممدد أو ريح معارضة أو ممددة أو ورم في المقعدة مبتدأ أو بسبب زحير أو قطع بواسير أو ألم بواسير أو شقاق مؤلم.
ومثل أن يكون في ناحية أسفل الصلب ورم أو التواء.
ومثل أن يعرض للخصية ارتفاع إلى المراق فيزاحم المجرى ويجف إلى فوق ويضيقه ويعسر خروج البول فيوجع ويخرج قليلاً قليلاً.
وقد يكون السبب المعسرالبول أو الحابس له وجعاً بسبب قروح في المجرى بلا سدًة ولا ورم.
وكلما أراد أن يبول أوجع فلا يعصر البائل مثانته بعضل البطن هرباً من الألم وإذا أجهد نفسه بال بوله الطبيعي في الكمً والكيف وسكن الوجع.
وكذلك إذا قهر.
وربما كان صاحب هذا مع عسر بوله مبتلي بتقطيره كأنه إذا خرج قليلاً قليلاً خف واحتمل.
وأما السبب في القوة فإما في قوة حساسة أو محركة أو طبيعية.
فأما الكائن بسبب قوة حساسة فهو أن يكون قد دخل حق المثانة أو عضلها آفة فلا تقتضي من الدافعة الدفع القوي أو الدفع أصلاً أو دخل المبادي هذه الآفة مثل ما يعرض في قرانيطس وليثاغورس من النسيان وقلة الحس.
وأما الكائن بسبب قوة محركة فلا يكون للعضلة أن تطلق نفسها وتتحرك عن انقباضها إلى انبساطها مخلاة عن انقباضها وأن تكون عضل البطن غير مجيبة لقوتها إلى أن يعصر ما في المثانة بسبب ضعف القوة أو بسبب حال ما فيها من تمدد ونحوه.
والكائن بسبب قوة طبيعية فمثل أن تضعف الدافعة لسوء مزاج مختلف حار وهو في الأقل وبارد وهو في الأكثر أو مع مادة كما يكن الحار مع حدة البول والبارد مع رطوبات مرخيه أو ممددة.
وقد يكون سبب هذا الضعف معارضة الإختيار للطبيعة بالحبس فتضعف القوة الدافعة.
وأما السبب في العضلة فإما آفة مزاجية أو ورم أو آفة عصبية من تشنج أو استرخاء وبطلان قوة حركة لسقطة أو ضربة أو غير ذلك إما منها نفسها أو في مباديها من شعب العصب أو النخاع أوالدماغ.
وأما الكائن بسبب العضو الباعث فأن يكون في الكلية ورم حار أو صلب أو حصاة أو ضعف جاذبة من فوق أو ضعف دافعة إلى تحت أو يكون الكبد غْير مقتدر على تمييز المائية وإرسالها للأحوال الآستسقائية.
وهذا القسم بشعبه لك أن تجعله باباً مفرداً وتجعله من قبيل قلة البول.
وأما الكائن بسبب البول فأن يكون حاداً يؤلم وقد جرّب في كثير من الأوقات وقيل من كان به عسر بول فأصابه بعقبه زحير مات في السابع إلا أن تعرض حمى ويدر إدراراً كثيراً.
واعلم أنه ربما عرض بعد حرقة البول وزوالها جفاف في غدة يزلق عليها البول ويؤدي إلى تخثير بول واحتباسه.
فيجب أن تستعمل الترطيب لئلا يعرض ذلك.